* الفتوى الثامنة عشر : سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن كيفية التعامل مع معتدي الجن على الإنس ؟
الجواب :
( والمقصود أن الجن إذا اعتدوا على الإنس …
أخبروا بحكم الله ورسوله وأقيمت عليهم الحجة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر كما يفعل بالإنس لأن الله يقول : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا ) (1) ، (2) .
وقال - رحمه الله -
فإن كان الإنسي لم يعلم فيخاطبون بأن هذا لم يعلم ، ومن لم يتعمد الأذى ما يستحق العقوبة 0
وإن قال قد فعل ذلك في داره وملكه عرفوا بأن الدار ملكه فله أن يتصرف فيها بما يجوز وأنتم ليس لكم أن تمكثوا في ملك الإنس بغير إذنهم ، بل لكم ما ليس من مساكن الإنس كالخراب والفلوات )(3) 0
وقال – رحمه الله – : ( وإذا كان الجني مسلماً، فيسهل التعامل معه ، من تعريفه الحرام من الحلال ، من الظلم ، والقتل والإيذاء فإن استجاب ، فذلك من فضل الله ) (4) 0
وقال - رحمه الله -
لكن ينصر بالعدل كما أمر الله ورسوله000، ويجوز في ذلك ما يجوز مثله في حق الإنسي ، مثل أن يحتاج إلى انتهار الجني
وتهديده ولعنه وسبه ) (5) 0
وقال - رحمه الله - : ( ولهذا قد يحتاج في إبراء المصروع ودفع الجن عنه إلى الضرب فيضرب ضربا كثيرا جدا ، والضرب إنما يقع على الجني ولا يحس به المصروع حتى يفيق المصروع ويخبر أنه لم يحس بشيء من ذلك ، ولا يؤثر في بدنه ويكون قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة أو أربعمائة ضربة وأكثر وأقل ، بحيث لو كان على الإنسي لقتله ، وإنما هو على الجني والجني يصيح ويصرخ ، ويحدث الحاضرين بأمور متعددة كما قد فعلنا نحن هذا وجربنا مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلق كثيرين ) (6) 0