منتديات شمس الكون
رواية السجين الهارب الفصل السابع 804479565
منتديات شمس الكون
رواية السجين الهارب الفصل السابع 804479565
منتديات شمس الكون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شمس الكون

عربي ثقافي منوع غني بكل جديد ومفيد في الانترنت العربية ، انضم الآن و احصل على فرصة التمتع بأقسام تجمع بين الفائدة والمتعة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
قريبا
قريبا : ديوان الشاعر سعد بن عبدالله العلك
صندوق الجماعة : جلسات الإعداد للحوار وليست هي نفسها الحوار .. ومع ذلك لا يعجبني الاعداد لها حيث اتضح أن الكثير حول الحوار أشعل جدلا ساخنا حول «النقطة الثالثة» فى جدول الأعمال، والمتعلقة «بقواعد التعامل وشروط المصالحة».
ديوان الشاعر:حنش بن عايض المالكي ( رحمه الله )
من لم يصل إلى حيث دفعه قلبه وسمح له عقله فهو أحمق

 

 رواية السجين الهارب الفصل السابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر
Anonymous



رواية السجين الهارب الفصل السابع Empty
مُساهمةموضوع: رواية السجين الهارب الفصل السابع   رواية السجين الهارب الفصل السابع Emptyالجمعة يوليو 22, 2011 6:15 pm

الفصل السابع

العمل في البستان في تطور مستمر00اقتلعت الشجيرات الزائدة00وشذبت الأغصان المتهدلة00وقلمت الأشواك من النخيل00وابتكر غياث محجراً لإحراق الأوراق ومخلفات جريد النخل تشبه البركة غير العميقة00وأُجري الماء بغزارة على الساحات الجرداء00وجرت الثيران القوية بالمحاريث عليها00وزاد غياث من أشجار البستان وأسرف في زراعة العنب00وأعتنى بحجرات الخدم والعبيد،وأصلح من شأن القصر الصغير،وزرع حوله أصنافاً من الرياحين والأشجار المتعددة00وأبتنى في ناحية نائية من البستان بيتاً صغيراً بفناء صغير جميل، وأعدّه للقّيم الذي سيشرف على تجارته وزراعته ويقوم على بيع الثمار في أسواق بغداد0
وفي غضون ستة أشهر من وصول غياث إلى بغداد أصبح البستان جنهً لا يملها الناظر0
وقد عمد غياث من تغيير أسم البستان من "شوكة" إلى"المغاث" نسبةً إلى أسمه ونقش ذلك على الباب0
ويدين غياث بكثير من تقدم بستانه إلى كبير عبيده"سريع" الذي كان كما وصفه سيده الأول بطيء الحركة، لكنه لا يتوقف وكان أميناً00طويل الصمت00شديد الطاعة لسيده0
وبرهن سريع لسيده منذ الأيام الأولى أنه خير مؤتمن على السر، وينفذ ما يطلب منه بدقة وبلا أسئلة0
ففي ذلك اليوم الذي أقتتل فيه سعيد وغياث، قام غياث بنقل خصمه الذي أغشي عليه إلى مزرعته وسجنه في غرفة كبيرة مهجورة في مكان معزول من البستان، وعلى تلك الحجرة سور بُني من الحصى وقد أخفت أشجار من السدر طويلة ذلك المبنى عن الأعين0وكانت تلك الحجرة تستخدم مخزناً لأعلاف الماشية فيما مضى0 وقد أستيقظ سعيد ليلاً مشوش الفكر من الضربة التي أصابته ليجد نفسه مجرداً من سيفه ومسجوناً في تلك الغرفة00 ومربوطاً إلى سلسلة طويلة لا يستطيع منها فكاكاً00 وكان غياث هو أول مَنْ رآه فخاطبه في كآبة وهزيمة:
-ماذا صنعت بي؟
فقال غياث في سخرية:
-صنعت بك ما ترى00أسرتك وسأكرمك لأنك ضيفي كما تقول!
-ألا تنوي أن تُريحني؟
-لا00لقد قلت لك أني لا أحب القتل0
-لكنك تقتلني حين تربطني بهذه السلسلة كالكلب!
-إنك شرير ولو كنت آمنك لأطلقت سراحك00وستبقى في هذا الموضع حتى انظر في أمرك0
تقبل سعيد هزيمته بنفس شجاعة فلم يستجدِ ولم يطلب الرحمة مم أثار الإعجاب في نفس غياث بتجلده وصبره00وخرج من عنده،وأوكل رعايته إلى عبده سريع،وأوصاه أن يكتم خبر السجين عن الخدم وعن أي أحد0 وأصبح سريع من ذلك اليوم يحمل الطعام والشراب والفاكهة والنبيذ إليه0 وكان يفعل ذلك بصمت، ولم يسأل عن السجين00 من هو ومن أين جاء ولماذا سجن هنا!!
وكانت مطالب سريع قليلة وأكثرها من شأن البستان والعاملين فيه،ولم يطلب لنفسه شيئاً إلا مرة واحده،حين قال لغياث في تردد
- إن شاء مولاي أن يكرمني بأعطية من عنده أحفظها له مابقيت حياً00فقال غياث في سرور:
- زوجتك00أعرف ذلك00 تريد أن أشتريها وأحضرها؟
- لا يا مولاي لقد ماتت زوجتي قبل عشر سنوات وأنما أطلب أبنتي عطر00
- ومن يملكها الآن؟
- سيدي الأول00السمسار الذي أشتريت البستان منه0وأشترى غياث"عطر"بعدما غالى سيدها في ثمنها00 وقد تبين لغياث فيما بعد أن عطر تفوق ثمنها عدة مرات00لقد كانت أمها رومية أُسرت في أحدى المعارك، وقد أشتراها السمسار وأنكحها عبده سريع فولدت له عطر وماتت بعد ذلك بعشر سنوات0 وقد مزجت الصبية بين دكنة أبيها وصفرة أمها، فجاء لونها نحاسياً بارقياً0 وورثت عن أبيها الطاعة والصبر على الأسياد0 وكانت مهذبة ظريفة، فملكت على غياث قلبه فأتخذها سرية وسكنت معه في القصر00 وأزداد إكرامه لوالدها، فلم يعد يندبه إلا في الأمور الهامة أو الإشراف على عمل الخدم0
واشترى غياث الأرض الجرداء المجاورة لبستانه ،وأخبر عبده أنه سيزرعها قمحاً في الموسم القريب0فعلق سريع مغتماً:
- أنا لا أعرف زراعة القمح ياسيدي00 وقد أصبحت شيخاً ثقيل الحركة كما ترى0 وسكت ليستجمع أفكاره وأحنى رأسه إلى الأرض وغياث ينظر إليه باسماً ثم قال:
- إن شاء مولاي أن نستأجر لزراعة القمح فلاحاً عارفاً بزراعة القمح وأكون أنا منصرفاً إلى الخدم والأسواق؟
فقال غياث:
- سيكون لك أكثر مما طلبت00 فسنستأجر للقمح من يقوم على زراعته،وبعد موسم القمح سأجعل على الأسواق قيماً وسيسكن في الدار التي ابتنيتها لهذا الغرض0
وتمضي الأيام في حياة غياث بن عبد المغيث حلوة00سعيدة00 فقد أحتوشته الرفاهية00واستلقى على آرائك النعيم00 وتجلى عنه ليل الممرة الكئيب00ومنحته الأيام صباحها0
أصبح لا يأكل إلا الخبز المنخول00واللحوم الفاخرة، وتجلب له الحلوى من بغداد كل يومين00ويشرب النبيذ الطيب والخمر المعتق00 ويلبس ثياباً موشاة بالحرير00 ويتنزه كل صباح وعصر في أنحاء البستان الواسع بصحبة جاريته عطر00 تطرفه وتسليه بأحاديثها00وربما أخذته النشوة أحياناً فيقفز كالأطفال ممسكاً بيدها ويصيح معبراً عن حبوره!!
وأراد أن يمحو كل شيء يذكره بالماضي الكئيب00 فتناسى حنظلة فهو لا يعرفه00 ومروان ضعيف ومفقود وربما قتل00وسعيد في سجنه00 وظفر يوماً في بعض خزانات القصر بصرة ثيابه القديمة وقد وضعنها إحدى الخدم،فأخذها وقلّبها بين يديه ثم قذف بها في بئر يابسة في طرف البستان0
كان دائماً ينظر إلى نفسه في المرآة00 عيناه الحالمتين وفمه الجميل على حالهما أما كفيه فقد غسلت النعمة خشونتهما، فكانا على شيء من الليونة00 أما جسده فما زال على قوته ومتانته00وتضرج وجهه بحمرة النعيم00 وكان يقضي أكثر يومه فائق الحيوية والبشر00مسرفاً في شرب الخمر والنبيذ0
أمتلك السعادة التي ينشدها00 وتحقق له النعيم الذي يطلبه00 وصدقت ظنونه حين وضعت الثروة حداً لشقائه المستديم00 وقرر في نفسه أن الحياة أبتسمت له بعد طول عبوس00 وأن بدره قد أكتمل نموه00
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية السجين الهارب الفصل السابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رواية السجين الهارب الفصل الاول
» رواية السجين الهارب الفصل الثالث
» رواية السجين الهارب الفصل الخامس
» رواية السجين الهارب الفصل الرابع
» رواية السجين الهارب الفصل السادس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شمس الكون :: الْمَوْسُوْعَة الْأَدَبِيْة وَالْشِّعْرِيَّة :: روايات عربية وقصص-
انتقل الى: